سورة ق - تفسير تفسير الرازي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (ق)


        


{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20)}
عطف على قوله: {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ} [ق: 19] والمراد منه إما النفخة الأولى فيكون بياناً لما يكون عند مجيء سكرة الموت أو النفخة الثانية وهو أظهر لأن قوله تعالى: {ذَلِكَ يَوْمَ الوعيد} بالنفخة الثانية أليق ويكون قوله: {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ} إشارة إلى الإماتة، وقوله: {وَنُفِخَ فِي الصور} إشارة إلى الإعادة والإحياء، وقوله تعالى: {ذلك} ذكر الزمخشري أنه إشارة إلى المصدر الذي من قوله: {وَنُفِخَ} أي وقت ذلك النفخ يوم الوعيد وهو ضعيف لأن يوم لو كان منصوباً لكان ما ذكرنا ظاهراً وأما رفع يوم فيفيد أن ذلك نفس اليوم، والمصدر لا يكون نفس الزمان وإنما يكون في الزمان فالأولى أن يقال ذلك إشارة إلى الزمان المفهوم من قوله: {وَنُفِخَ} لأن الفعل كما يدل على المصدر يدل على الزمان فكأنه تعالى قال ذلك الزمان يوم الوعيد، والوعيد هو الذي أوعد به من الحشر والإيتاء والمجازاة.


{وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21)}
قد بينا من قبل أن السائق هو الذي يسوقه إلى الموقف ومنه إلى مقعده والشهيد هو الكاتب، والسائق لازم للبر والفاجر أما البر فيساق إلى الجنة وأما الفاجر فإلى النار، وقال تعالى: {وَسِيقَ الذين كَفَرُواْ} [الزمر: 71] {وَسِيقَ الذين اتقوا رَبَّهُمْ} [الزمر: 73].


{لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22)}
وقوله تعالى: {لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مّنْ هذا} إما على تقدير يقال له أو قيل له {لَّقَدْ كُنتَ} كما قال تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا} [الزمر: 73] وقال تعالى: {قِيلَ ادخلوا أبواب جَهَنَّمَ} [الزمر: 72] والخطاب عام أما الكافر فمعلوم الدخول في هذا الحكم وأما المؤمن فإنه يزداد علماً ويظهر له ما كان مخفياً عنه ويرى علمه يقيناً رأى المعتبر يقيناً فيكون بالنسبة إلى تلك الأحوال وشدة الأهوال كالغافل وفيه الوجهان اللذان ذكرناهما في قوله تعالى: {مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19] والغفلة شيء من الغطاء كاللبس وأكثر منه لأن الشاك يلتبس الأمر عليه والغافل يكون الأمر بالكلية محجوباً قلبه عنه وهو الغلف.
وقوله تعالى: {فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ} أي أزلنا عنك غفلتك {فَبَصَرُكَ اليوم حَدِيدٌ} وكان من قبل كليلا، وقرينك حديداً، وكان في الدنيا خليلاً، وإليه الإشارة بقوله تعالى.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9